عقدت الوحدة القانونية والاجتماعية في مركز ماري للأبحاث والدراسات، الخميس، ندوة حوارية بعنوان “التعليم عن بعد في الشمال السوري- الفوائد والتحديات”.
وحاضر في الندوة المنعقدة عبر منصة ZOOM كل من الدكتور عز الدين القدور رئيس جامعة الشام العالمية ، والدكتور عماد برق أستاذ كلية التربية في جامعة حلب الحرة، ورئيس قسم الهندسة المعلوماتية في جامعة الشام العالمية، الدكتور عبد الحافظ عبد الحافظ.
استهل الدكتور قدور محاضرته بالقول إن التعليم عن بعد كان البديل الأوحد والأفضل نتيجة توقف الدوام المفاجئ، ولمسنا أنه يمكن أن يكون بديلاً في المستقبل عن التعليم التقليدي في بعض المواد.
ثم تطرّق لذكر تجربة جامعة الشام العالمية الرائدة في تنفيذ خطة التعليم عن بعد عبر دمج نظامي (ZOOM) و(Glass room) بحيث تصبح منصّة ثابتة يمكن الاعتماد عليها في كل الظروف.
أما الدكتور عماد برق فقد تحدث عن إيجابيات نظام التعليم عن بعد، حيث أشار إلى دوره الإيجابي الفعال في ظل جائحة كورونا الطارئة، ثم عرج على ذكر السلبيات المرتبطة بالتعلّم عن بعد حيث أجملها بالجوانب التالية:
- غياب ميزة التفاعل الصفي والتواصل الفيزيائي التي يحتاج لها الطلاب عموماً وخاصة صغار السن.
- عدم تمكن جميع الصغار من استخدام تقنيات الإنترنت.
- عدم وضوح الآلية التي سيتم من خلالها تقديم الامتحانات في ظل اقتراب موعدها، وخاصة في غياب الخبرة والوعي تجاه التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
وأضاف برق بأن “10-14% فقط هم الذين بإمكانهم مواكبة التعلم عن بعد لأسباب أهمها افتقار الكثيرين لشبكة الإنترنت وعدم توفر آليات التواصل”.
وأشار برق إلى واقع ملف التعليم في الشمال المحرر الذي يعاني من غياب مرجعية المؤسسة التعليمية كجسم حكومي فعال ومتمكن وقادر على توحيد الجهود وإعطاء الصفة الرسمية للتعليم عن بعد. وأوصى في مداخلته بتهيئة وتدريب المعلمين والمدربين لاستخدام تقنيات التعلم عن بعد وتوفير البنية التحتية وتأمين الإمكانات التقنية والأجهزة للطلاب. كما شدد على تعزيز استجابة الطلاب من خلال التوعية والتدريب وإصدار لوائح ناظمة تخص التعلم عن بعد بالإضافة إلى توعية المجتمع حول أهميته، والتواصل المستمر مع المنظمات الناشطة في المجال التعليمي في الشمال المحرر لإنجاز مشاريع التعلم عن بعد ومنها مشروع المدرسة الرقمية.
الدكتور عبد الحافظ ، تحدث بدوره عن نظام التعلم عن بعد بوصفه “نظاماً تعليمياً قائماً بذاته، وله نظامه الإداري الخاص به”. وأشار إلى أن “أغلب جامعات العالم يستخدمون نظام التعليم عن بعد منذ ما قبل كورونا، بخلاف النظام التعليمي التقليدي المطبّق في الشمال المحرر، وهذا ما جعل المؤسسة التعليمية في الشمال تتعرض للجمود لحظة ظهور الجائحة كونها لا تمتلك الإمكانات لتبني نظام التعلّم عن بعد”. ثم سلّط عبد الحافظ الضوء على ماهية نظام التعلم عن بعد وميزاته كأحد أنظمة التعليم المفتوح المتاح لجميع الأشخاص بصرف النظر عن السن والمستوى التعليمي، بخلاف التعليم التقليدي المنتشر لدينا. وتحدث عبد الحافظ عن الفروق بين الآليتين موضحاً بأن التعليم الإلكتروني يعطي الكثير من الميزات الجيدة التي لم نشعر بها إلا حين تعرضنا للجائحة. وطالب بتوفير نظام إداري وتعليمي لنظام التعليم عن بعد يمتلك القدرة الكافية في الحصول المناهج الإلكترونية والتعامل معها وتنظيم الصفوف وتسجيل المشاركين.
وحول آلية الامتحانات، أوصى عبد الحافظ أن يقوم المدرسون بإنشاء بنك معلومات من الأسئلة يشمل كامل المقررات بحيث يختار نظام التعليم الأسئلة آلياً على أن تكون متكافئة وتغطي المنهاج.
وخصص الدكتور جزءاً من محاضرته لاستعراض ثلاثة نماذج للبرمجيات المستخدمة في نظام التعليم عن بعد، وهي: برنامج (moodle) الذي تتيحه منصة برمجيات المصادر المفتوحة. وبرنامج (Blackboard) الشبيه بالأول ويقدّم تسهيلات للمعلمين أثناء التقييم لكنه مدفوع وسعره مرتفع وثمة صعوبة للحصول عليه في المناطق المحررة. وبرنامج (glass room/ صفوف غوغل) المعروف، ويعتبر الحل الأنسب لكنه لا يغطي أكثر من 40% من خدمات نظام مودل، إلا أنه سهل وبسيط وجاهز للخدمة، ويعتبر أحد أسهل وأسرع الحلول.
وأنهى عبد الحافظ مداخلته بالحديث عن تجربة جامعة الشام العالمية مع نظام التعلم عن بعد، فقال: “أدركنا في جامعة الشام منذ اللحظة الأولى الحاجة للحصول على تقنية تعليم مودل خاص بالجامعة وسيتوفر النظام قريباً”.