عقد مركز ماري للأبحاث والدراسات في إطار فعالياته يوم الخميس الموافق 16/7/2020 عبر منصة الزووم ندوة حوارية تحت عنوان:
"واقع الأحزاب والتجمعات السياسية وآفاقها في ظل الثورة السورية"
شارك في الندوة كل من السادة:
– المهندس محمد زهير الخطيب : رئيس الحزب الوطني للعدالة و الدستور (وعد)
– الأستاذ عبدالله حاج محمد: أمين عام حزب اليسار الديمقراطي السوري
– الأستاذ فؤاد عليكو: عضو المجلس الوطني الكردي
– المهندس عمر شحرور: حزب العدالة و التنمية السوري
الأستاذ مجاهد الأميري: عضو مؤسس لاتحاد جمعيات و أحزاب الخضر العربية
وخلال اللقاء تطرق المهندس عمر شحرور إلى تاريخ الأحزاب السياسية وبرامج وآليات تنظيمها وكيفية تشكلها، وبيَّن أنَّ وجود الأحزاب هي حالة طبيعية في كافة المجتمعات الديموقراطية. وأكَّد على قول الدكتور فؤاد أنَّ الحياة السياسية في سورية كانت مبنية على أسس حزبية موجودة منذ الاحتلال الفرنسي، ولكن الأنظمة الدكتاتورية التي شكَّلت الجبهة الوطنية التقدمية قامت بالسيطرة على جميع تلك الأحزاب المتنوعة. كما عرَّج المهندس عمر شحرور على فكرة أنَّ الأحزاب السياسية تحتاج الى عمل وطني مشترك ووضَّح أنَّ عدم وجود العمل الحزبي أحد أسباب تأخر نجاح الثورة السورية لافتاً الانتباه إلى التجربة الفتنامية التي استطاعت النجاح في تحقيق أهدافها من خلال عملها الحزبي الذي تمثل ب 72 حزب سياسي وبذلك بينَّ أنَّ الاحزاب السياسية ماهي إلا خطوة على الطريق الصحيح لإنجاح الحراك الثوري الذي يحتاج الى تنظيم سياسي متين لقيادته. كما أرفد الدكتور مجاهد الأميري بأنَّ الأحزاب السياسية موجودة في الدول الديمقرطية جميعها وهي أداة وقناة وصل مهمة بين الدولة والسلطة والشعب وهي أساس ضروري لممارسة العمل الديمقراطي ولها دور أساسي في التنشئة السياسية.
وتبياناً لكيفية نشأة الأحزاب أوضح الدكتور أنَّ أساس كل حزب مبني على فكرة أو برنامح أو قاعدة جماعية بحاجة لتنظيم سياسي ينتج عنها حزب مُنظِّم لها. منوهاً على أنَّ ما يدفعنا لتأسيس الأحزاب في الوقت الحاضر هو عدم وجود عمل حزبي حقيقي منذ عام 1963 لأنّ الأحزاب التي كانت موجودة منذ ذلك الوقت ماهي إلا أحزاب صورية وحزب البعث لم يكن له دور الحزب الحقيقي بل كان يعمل على ترسيخ فكرة الفردية. وبشكل عام فإنَّه ليس هناك ثقافة سياسية عامة وليس هناك أي دور حقيقي لأي حزب سياسي ممَّا ينافي فكرة الديموقراطية التي لا يمكن أنْ تكون بدون أحزاب سياسية .
وقال الدكتور محمد زهيرالخطيب إنَّ الظروف التي دفعت لتأسيس الأحزاب هي ظروف موضوعية حيث بدأ تشكيل الأحزاب منذ بداية الثورة السورية موضحاً أنَّ تنوع الأحزاب السياسية يثري الوطن مع احتفاظ كل حزب بهويته التي بني عليها.
ورداً على السؤال عمّا إذا كان عمل الأحزاب طبيعي في هذه المرحلة الراهنة ضمن مرحلة عدم وجود قانون ودولة مستقرة ديمقراطية .
أجاب الدكتور محمد زهير الخطيب بأنَّ ظهور الأحزاب حالة صحية وأنَّه يجب علينا في المناطق المحررة إيجاد قسم محرر منظم إداريا لتحقيق بيئة سياسية سليمة تؤدي إلى تسجيل الأحزاب واستحداث قانون أحزاب يحكم وجودها . وأضاف الأستاذ فؤاد أنَّه بدون دولة لا يمكن بناء حزب سوري وستبقى هذه الأحزاب مناطقية وليست سورية وأنَّ أي حزب لا يستطيع تأسيس حالة سورية عامة لا يمكن أن يكون حزباً سورياً ولكن ضمن دارة التقسيم الحالية يمكن تأسيس تحالفات جبهوية تكون نواة للأحزاب التي يمكن أن تأتي مرافقة للدستور مؤكدا على إمكانية القيام بذلك لأنَّ الشعب السوري شعب حي يسعى لتأسيس دولة مستقرة مبنية على أسس ديموقراطية وأكدَّ المهندس عمر شحرور على أنَّ القضية التي دفعت لتأسيس الأحزاب هي عدم وجود أحزاب حقيقية مضيفاً أنَّه تم تشويه صورة الأحزاب في نظر المجتمع السوري منبهاً على أنَّ الأحزاب ضرورية لترسيخ قيم المجتمع المدني وأنَّه لا يمكن لأي حزب أن يأتي دون وجود قاعدة شعبية له لأنَّ الحكم لم يعد إلا للشعب.
ورداً على السؤال هل الظروف الحالية مناسبة لتشكيل أحزاب سياسية قال الدكتور مجاهد إنَّ دور الأحزاب السياسية هي نشر الثقافة السياسية والتعبئة وهذا لا يمكن أن يكون الآن كوننا نعيش في حال أزمة معرجاً على موضوع منظمات المجتمع المدني ومبيناً أنَّه لا يمكن التعويل عليها في إدارة المجتمعات لأنَّ الدول تُحكم بالأحزاب وليس عن طريق المنظمات المدنية التي يمكن أن تكون رديفاً أو مراقباً موضحاَ الفرق الواسع بين الالتزام بالعمل الحزبي والعمل المنظماتي. مؤكداً أيضاً أنَّ الأحزاب يجب أن تكون وطنية وذلك بسبب دورها الثمين للمساهمة في المرحل الانتقالية المقبلة والتي يحب أن تكون بذرة تساهم في إسقاط النظام.
وعلَّق الأستاذ محمد زهير أنَّه يجب أن يكون هناك قاعدة قانونية للأحزاب الناشئة.
وشارك الأستاذ عبد الله الحاج محمد بالقول أنَّ سورية كانت تعيش في تصحر في ظل البعث ولكن بعد الثورة بدأ تجميع وتأسيس أحزاب جديدة والتي تُعدُّ ضرورة لتجميع القوة الوطنية.
وأثار الدكتور جواد أبو حطب من خلال مشاركته التساؤل حول أنَّ الأحزاب ضرورية ولكن هل الظروف مناسبة لتشكيلها بقدر الحاجة إليها. وأضاف المهندس عمر شحرور أنَّ الأحزاب السياسية تقوم على برامج ويجب على الحزب أن يترفع فوق القومية والمناطقية والمذهبية ويعمل على حماية حقوق الإنسان ورداً على السؤال حول إمكانية توحيد الأحزاب أكَّد المشاركون على إمكانية ذلك طالما أنَّه لا يوجد لدى أي جهة حزبية فكرة إقصاء أي طرف آخر وذلك يدل على توافق الرؤى بين الأحزاب. وختم المهندس عمر شحرور بالقول : في سورية أحزاب متنوعة تعرضت للاضطهاد من الحكم العسكري على مر السنين داعياً لوحدة وطنية واسعة للمساهمة في وحدة سورية تساهم بإنشاء واقع سوري سياسي جديد.