في إطار فعاليات مركز ماري للأبحاث و الدراسات وبالتعاون مع منظمة التنمية المحلية ومنظمة وحدة المجالس المحلية عُقدت الندوة الحوارية التي تحمل عنوان:
“أنماط الإدارة المحلية خلال الثورة السورية وآفاقها المستقبلية”
وذلك يوم الأحد الموافق 2020/09/06 في تمام الساعة الرابعة عصراً عبر منصة الزووم، وشارك في الندوة الحوارية كلّ من:
- المحامي يوسف نيرباني :المدير التنفيذي لمنظمة التنمية المحلية LDO.
- المهندس محمد شربجي :مدير برنامج الحوكمة وبناء القدرات في منظمة وحدة المجالس المحلية.
- المهندس علي حلاق: المدير العام لشؤون المجالس المحلية والمهجرين في وزارة الإدارة المحلية.
- المحامية هدى سرجاوي: عضو اللجنة الدستورية عن المجتمع المدني وعضو مجلس معرة النعمان سابقاً.
بدأ الأستاذ الدكتور عبد القادر الشيخ الباحث في مركز ماري للأبحاث والدراسات الندوة بطرح عدة تساؤلات حول واقع الإدارة المحلية والإدارة المحلية من منظور حكومي ومستقبل الادارة المحلية في المناطق المحررة .
ومن خلال مشاركته سرد الأستاذ محمد مظهر شربجي التسلسل التاريخي لنشوء المجالس المحلية على مدى الثورة السورية موضحاً أنَّ سورية تتألف من وحدات إدارية تصل إلى 1365 مجلس محلي موزعة على 14محافظة، ولكن ومع استمرار الحرب تم حرمان الملايين من الناس من الخدمات الاجتماعية التي كانت تقدمها هذه المجالس المحلية، كما أشار أنَّ أنماط الحكم المحلي تختلف من منطقة إلى أخرى، ذاكراً أنَّ المجالس المحلية ظهرت في عام 2012 بعد غياب مؤسسات الدولة في المناطق المحررة لتشكيل رابطة اجتماعية تنظم هذه المناطق وتوطد اللحمة الاجتماعية وتعمل على التنظيم الإداري لها.
ورداً على السؤال فيما إذا كانت المجالس المحلية تُعبِّر عن الإرادة الشعبية أم لا قال الاستاذ محمد مظهر شربجي إنّه كان هنالك تمثيل شعبي في جزء كبير من المناطق، وذلك على شكل عقد اجتماعي توافقي على الرغم من تنوع المجالس المحلية نتيجة لواقع الفدرالية والتقسيم وعليه استوجب ضرورة بناء الدولة وتأمين التنمية المحلية من خلال إيجاد صيغة تلبي كل الضروريات المجتمعية في هذه المناطق.
وبالحديث عن الواقع الحالي للمجالس المحلية قال المدير التنفيذي لمنظمة التنمية المحلية الاستاذ يوسف نيرباني: إنَّ هناك مجالس محلية بدأت بالظهور موضحاً صلة هذه المجالس بالمركز وارتباطها به من خلال صلاحياتها ومهامها، منوهاً على أنَّ الإدارات المحلية في شمال حلب لها صلاحيات واسعة على عكس الموجودة في مناطق إدلب. كما عرّج على أنَّ وجود السكان النازحين أدى الى نشوء احتياجات مختلفة شكلت تحديات حقيقية أمام هذه المجالس المحلية، وأنَّ غياب السلطة المركزية خلق حالة من الفوضى في بعض نشاطات هذه المجالس.
كما وضح الأستاذ علي حلاق دور الحكومة المؤقتة في تطوير تشكيل المجالس المحلية ونظرتها المستقبلية في سبيل تحقيق أهداف هذه المجالس بالشكل الأمثل، والذي يتوفق مع متطلبات المجتمع موضحاً طموح الإدارة المحلية في الوصول إلى حوكمة ذات إدارة رشيدة تعمل على بناء المؤسسات المجتمعية عن طريق وزارة الإدارة المحلية ممثلةً بمديرياتها الموجودة في المناطق المحررة، بناءً على منظومة قيم أساسية وخطوات واقعية تعمل على تطبيق الحوكمة من خلال قوانين وأنظمة في ظل الكثافة السكانية التي تصل إلى 4.5 مليون شخص في المناطق المحررة، مبيناً دور الإدارة المحلية في الإشراف على انتخابات المجالس المحلية وتحضير اللائحة التنفيذية أيضاً.
ورداً على السؤال فيما إذا كانت وزارة الإدارة المحلية تمارس وصايتها الحكومية على المجالس المحلية، بيَّن الأستاذ علي أنَّ ضعف السلطة المركزية في أغلب الأحيان أدى الى إجتهاد السلطات المحلية وقيامها بأعمال خارج إشراف السلطة المركزية .
وبدورها أكَّدت الآنسة هدى سرجاوي على ضرورة مأسسة المجالس المحلية والتي وصلت إلى شرعيتها من خلال عملها عبر التوافق أو الانتخابات والإعتراف بها كممثل للمجتمع. وأرفد الاستاذ علي حلاق بأنَّ الدعم المباشر للمجالس المحلية من قبل المنظمات أدى إلى تآكل دور المركز مما أدى إلى تغييب قانون الإدارة المحلية في بعض المجالس وعدم التزام النظام الداخلي الخاص بها.
وفي نهاية الندوة تمت الإجابة على أسئلة المشاركين وأكَّد مركز ماري على أنَّ هذه الندوة ما هي إلا نواة لندوات قادمة ستقوم بمناقشة أنماط الادارة المحلية في المناطق المحررة .